كل ما تريد معرفته عن الكعكة الصفراء التي ستحول السعودية الى دولة عظمى

في خطوة طموحة تبرز مساعي المملكة العربية السعودية لتعزيز استدامة مواردها الطبيعية والاعتماد على الطاقة النظيفة، أعلن وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان عزم المملكة على إنتاج وتسييل وتخصيب "الكعكة الصفراء" المصنوعة من اليورانيوم وبيعها في الأسواق العالمية.

الكعكة الصفراء التي ستحول السعودية الى دولة عظمى 

جاء هذا التصريح خلال فعاليات منتدى ومعرض "اكتفاء 2025"، حيث أوضح الوزير أن المملكة تستهدف استغلال مواردها المحلية من اليورانيوم بعد اكتشاف احتياطات متعددة الأنواع لهذا العنصر في باطن أراضيها، ما يفتح الباب أمام فرص اقتصادية وعلمية هائلة.

ما هي "الكعكة الصفراء" ولماذا تحمل هذا الاسم؟

"الكعكة الصفراء" هي عبارة عن مسحوق يتكون من خليط أكسيد اليورانيوم الناتج من معالجة خام اليورانيوم المستخرج من باطن الأرض.

يتميز هذا المسحوق بلونه الأصفر، وهو ما أكسبه اسمه المميز، يعتبر إنتاج "الكعكة الصفراء" خطوة أولى في سلسلة طويلة من العمليات التي تؤدي إلى تصنيع الوقود النووي المستخدم في تشغيل المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة.

كيف يتم إنتاج "الكعكة الصفراء"؟

عملية إنتاج "الكعكة الصفراء" تمر بمراحل دقيقة ومعقدة تبدأ بتعدين خام اليورانيوم من باطن الأرض.

تحتوي الصخور المستخرجة على نسبة ضئيلة من اليورانيوم، تقدر بنحو 0.1% فقط، مما يستدعي إجراء سلسلة من الخطوات لاستخلاص هذا العنصر.

• مرحلة السحق والطحن: يتم سحق الخام وتحويله إلى مادة ناعمة شبيهة بمساحيق البشرة أو رمال الشاطئ عند خلطها بالماء.
• إذابة اليورانيوم: تضاف مادة حمض الكبريتيك إلى المادة الطينية الناتجة لإذابة اليورانيوم، بينما تبقى الجسيمات الصخرية والمعادن الأخرى على حالها وتعرف بالمخلفات.
• استخلاص وترسيب اليورانيوم: يرشح السائل المحتوي على اليورانيوم ويصفى لإزالة أي شوائب أو مخلفات، ثم يرسب اليورانيوم من السائل ويجفف لإنتاج مسحوق أكسيد اليورانيوم المعروف بـ"الكعكة الصفراء".

طريقة بديلة لاستخلاص اليورانيوم: الحلول الكيميائية

وفقًا لمقال نشرته مجلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في يونيو 2018، يمكن استخلاص اليورانيوم بطريقة أخرى تعتمد على ضخ محلول حمضي أو قلوي ممزوج بعامل مؤكسد إلى المياه الجوفية.

يتم ضخ هذا المحلول عبر خام اليورانيوم، ليذيب العنصر داخل الخام، بعد ذلك، يضخ السائل المحتوي على اليورانيوم إلى السطح لمعالجته، مما ينتج السائل نفسه الذي يعالج لاحقًا لتكوين "الكعكة الصفراء".

الاستخدامات المستقبلية لـ"الكعكة الصفراء"

لا تقتصر أهمية "الكعكة الصفراء" على كونها مرحلة وسيطة في سلسلة إنتاج الطاقة النووية. فبمجرد تخصيبها، تتحول إلى وقود نووي يستخدم في المفاعلات النووية لتوليد الطاقة الكهربائية.

هذه الطاقة النووية تتميز بكونها نظيفة ومستدامة، ما يجعلها عنصر حيوي في خطط المملكة لتحقيق أهدافها في التحول إلى الطاقة المتجددة ضمن رؤية السعودية 2030.

السعودية واستغلال مواردها المحلية من اليورانيوم

تصريحات الأمير عبدالعزيز بن سلمان تشير إلى أن المملكة تتطلع إلى دور قيادي في قطاع الطاقة النووية عالميًا.

اكتشافات اليورانيوم في الأراضي السعودية تشكل فرصة كبيرة لتقليل الاعتماد على الاستيراد وتعزيز الصناعة المحلية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إنتاج "الكعكة الصفراء" محليًا يعني إمكانية تصديرها إلى الأسواق العالمية، مما يفتح آفاقًا اقتصادية واعدة ويعزز مكانة المملكة كمصدر رئيسي للطاقة النظيفة.

خطوة نحو مستقبل مستدام

إنتاج "الكعكة الصفراء" من اليورانيوم يعتبر جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز الأمن الطاقي للمملكة وتنويع مصادر الدخل القومي.

من خلال الاستفادة من مواردها الطبيعية، تسعى المملكة إلى تقليل البصمة الكربونية واعتماد حلول طاقة مبتكرة ومتجددة تُساهم في تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.

ختامًا، تمثل هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة في مسيرة المملكة نحو تحقيق أهدافها في الطاقة النظيفة والمستدامة، وتبرز قدرتها على قيادة التحولات العالمية في قطاع الطاقة.

المملكة لا تسعى فقط لاستغلال مواردها الطبيعية، بل تطمح إلى أن تكون مركز عالمي للابتكار في الطاقة النووية.